السبت، 3 يناير 2015

شبهة الدعاء و القضاء

إجابة الدعاء هي غير منفكة عن قضاء الله وقدره..فلا يدعو الإنسان ربه إلا إذا قدر له الله الدعاء في الأزل..وعليه فإن الدعاء والإستجابة هي من قدر الله..
وقد سُئل صلى الله عليه وسلم : أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: (هي من قدر الله)
ولكن ما يسقط فيه البعض فيظن أن الدعاء منفك عن القضاء هو سوء فهمه لحديث رسول الله ( لا يرد القدر إلا الدعاء )..فالدعاء هنا هو قدر آخر يدخل في إطار رد القضاء بالقضاء..فالله سبحانه وتعالى شرع لنا رد القضاء بقضاء آخر وهو ما يُسميه العلماء بالقضاء المعلق أي ما عُلق وقوعه على شيء آخر وهو خاص بالمخلوق كالزيادة في الرزق او في العمر اما بالنسبة للخالق فهو قضاء قدره الله في الأزل لا يغير فيه شيء..وإنما هي عبادة جعلها الله سببا للتقرب والتذلل للخالق..فهو عبادة كما ورد في الحديث ( الدعاء هو العبادة )..
وما يؤكد هذا المعنى ما ورد أنه لما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام وقيل له: إن بها طاعوناً رجع.. فقال أبو عبيدة: أتفر من القضاء يا أمير المؤمنين؟
فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله.
ولذلك ورد في أدعية الرسول قوله :
" وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك "
" تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء "
فهو ما يُسمى بمعالجة الأقدار بالأقدار والله أعلم..