الأحد، 18 يناير 2015

شبهة الجهاد في الإسلام

الجهاد في الإسلام لم يُشرع لإجبار الناس و لا لإذلالهم، الغاية من الجهاد أسمى من ذلك بكثير، لقد شرع الله رب الأرض و السماء و الناس أجمعين شرع الجهاد، كما جاء بذلك النص صريحا في القرآن : قال تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَة وَيَكُون الدِّين كُلّه لِلَّهِ }

- حتى لا تكون فتنة
- و يكون الدين كله لله

- و معلوم أن الفتنة هي كل شر محض نهى الله عنه من شرك بالله يؤدي إلى محق بركة النعم و قتل بغير حق و إجرام و بغي و ظلم من كل الأنواع كالربا و أكل أموال الناس بالباطل و تعد للحدود و إسراف في الشهوات و قذف للمحصنات و إشاعة للفواحش و اعتداء على حقوق الدواب .. فالإسلام جاء ليجثت هذه الفتن جميعا من على وجه الأرض.

- و بالمقابل جاء ليبسط العدل حتى مع خصومه، فلا يوجد أرحم بالخصوم من الإسلام، و جاء كذلك ليجمع الناس على كلمة سواء يتحابون لأجلها و يكونون على قلب واحد و يسود الخير و الأمان في ظل حكم الله و الإحتكام لكتابه و سنة نبيه و العمل بكل ما من شأنه أن يجمعهم على الخير من دين الله كالتوحيد أي عبادة رب واحد و إله واحد و صلاة جماعة و صيام موحد و حج جامع و زكاة و صدقة تساويان بين الغني و الفقير و بر و صلة و عفة تتحقق بها المودة الكاملة بين الأقارب و الأباعد.

و الجهاد و القتال سواء قتال دفع أو قتال طلب و فتح إنما جاء بهذه الغايات الساميات، رفع راية الحق و العدل. فإذا عرضت على أمة من الأمم أو دولة من الدول هذه الشروط فأبوا عليك إلا القتال و أنت تعلم يقينا أن هذا الدين هو سبب سعادة الناس جميعا ليس فقط في هذه الحياة بل في الحياة الأبدية بماذا يسعك أن تواجهه إلا بالجهاد أو يدفع الجزية و هو صاغر أي مذعن تحت راية الحق و يعطي كرها ما يعطيه المسلمون طوعا و إنما ذلك لنفعه أيضا ؟

أرجو أن تكون استوعبت الحكمة من مشروعية الجهاد في الإسلام.

مع ذلك فالجهاد في الإسلام له شروط تتناسب مع سمو غايته، حين يقول النبي صلى الله عليه و سلم موصيا جيشه الذي يبتعثه إلى ديار الكفر الضلال قائلا :
''اغزوا باسم الله ، وفي سبيل الله ، وقاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغدروا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ''

و ذلك أيضا في وصية خليفته أبي بكر رضي الله عنه لجيشه قائلا :
يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.

فبالله عليك هل تجد اسمى و أرقى من رسالة الإسلام لخلاص البشرية و سعادتها الأبدية ؟