الثلاثاء، 3 مارس 2015

شبهة المثلية الجنسية عند الحيوانات

مصطلح " المثلية" الجنسية عند الحيوانات بالضبط Homosexuality هي ظاهرة غير موجودة عندها إن فهمناها بالمفهوم البشري ...غير موجود عند أي نوع من الكائنات بجميع الفصائل و الشعب بل الملاحظ فقط هو Bisexuality و هو إقدام بعض أفراد النوع بالممارسة الجنسية الطبيعية ذكر و أنثى كتوجه عام مع الشادة أيضا أي مع نفس الجنس كفعل طارئ مرافق " عرضي " occasionnel قليل الحدوث متزامن مع الممارسة الطبيعية ..و قد سجلت هذه الملاحظة عند 1500 نوع منها 500 فقط موثقة حسب المرجع الرئيسي المعتمد Biological Exuberance: Animal Homosexuality and Natural Diversity 1999 و يجدر الذكر أنه عند قرود Bonobo هو من نستطيع أن نؤكد حصول هذا الشذوذ أما عند باقي الكائنات كالدلافين و العصافير و بعض أنواع الحشرات ..إلخ فالملاحظ هو" سلوكيات" تصرفات ...أو ميولات عاطفية - جنسية فقط خصوصا بين الذكور تمّ إعتبارها و توثيقها لضرورة تصنيف التوجه الجنسي على أنها تسجيل لممارسة جنسية شاذة ...و قد أشار لهذا بوضوح و فصل في هذا الُّبس الخبير و الباحث Bruce Bagemihl الذي قام بتوثيقات و أبحاث في هذا المجال
أما بالنسبة لِ Bonobo فالأمر خاص جدا عنده لأنه لوحظ أيضا عنده الشذوذ مع صغارهم Pedophilia و عجزتهم ...لدرجة أثار هذا السلوك إنتباه الخبراء عن سببه و أهميته البيولوجية -إن وُجدت- ليتوصلوا لنتيجة غاية في الغرابة : أنه سلوك يتجاوز الظاهر و التفسير الجنسي هو وسيلة " للتعلم " و التواصل و فرض نوع من الإنتماء بين كل أفراد مجموعة هذه القردة و قد نُشر هذا البحث الغريب لأول مرة في المجلة الدولية الخاصة بدراسة و مقارنة شعب الرئيسيات و القردة العليا منذ سنة International Journal of Primatology .....و هو مقال بحثت عنه هو بعنوان Context and Development of Sexual Behavior of Wild Bonobos نشر منذ سنة 1997 إشراف فريق كبير من المختصين لذلك فمحاولة الإسقاط و التشبيه هذه بين المثليين القردة و سبب مثليتهم الراجع لفطرتهم و نظامهم البيولوجي - الهرموني - و السايكولوجي الطبيعي و أسباب أخرى لم تكتشف بعد و بين المثليين البشر الذين هم الشاذون الحقيقيون إجحاف جهل و ظلم ! فضلا على إنعدام عِلمية هذا القول من جهة ..نحن نتحدث في الأصل عن كائنات تحركها الغرائز! حتى و إن ثبت عنذها هذا "الشذوذ " هي ليست كائنات ذات وعي و ذوق أو إدراك كالكائن الرامز الإنسان ...لكن المفاجأة أنه حتى عند الحيوانات العجماء فسلوك كالسحاق غير وارد بالمطلق في كل الحالات التي سجلت بين الألف نوع إن وُجد ذكور بالمجموعة و القطيع ! فقط في حالة غيابهم تلاحظ و لا يتجاوز وصفها كما قلت ببعض "السلوكيات" إن إرتئينا الدقة ...


ثم نأتي لأكثر كائن يمارس Homosexuality بل و يتوالد و يتكاثر به و لحد الآن لا يفهم كيف ؟! إنه نوع من السحليات whiptails شعبة Cnemidophorus تلجأ فيه الإناث إثنتين أو ثلاثة أو حتى خمسة لإنجاب أنثى جديدة - المولود أنثى دائما و حصرا - كما يجب أن تسجل كل أنثى منسوبا من الأستروجين (الهرمون الأنثوي الرئيسي ) مختلفاً عن الأخرى يعني واحدة نسبته عالي و الأخرى منعدم بشكل دوري متكامل ...و طبعا كما قلت الشرط لحدوث هذا بينها غياب و إنقراض الذكور من مجموعتها و منطقتها كليا ....كيفية إختلاط الجينات غير المخصبة من ذكر غير معروف جينياً و غامض لحد الآن لكنه بالتأكيد ميكانيزم منظم و قائم بذاته رغم غرابته و جهلنا به و يسمى هذا التكاثر بالتوالد البكري Parthenogenesis ، و الغريب أكثر أنه في حالة حضور ذكر في مجموعة السحليات يتوقف نهائيا هذا السلوك بين الإناث و يعود التوالد الجنسي بالشكل الطبيعي و ينتج عنه ولادة ذكور تنتشر ليختفي الشذوذ عندها وقد فسّر هذا بكونه (آلية) فريدة ضد الإنقراض لحفظ النوع و النسل ...و ليس مجرد سلوك يستهويها و لا يمكن وصفه إذن بالشذوذ في ظل وجود جاهزية بيولوجية تستدعيها ظرفية خاصة تميز هذا النوع ...كما يوجد بالطبيعة أيضا توالد خنثوي ولازالت الأبحاث مستمرة عن هذا ....لكن في أغلب المرات التي تستوفى فيها الدراسة تكتشف أن هناك وظيفة بيولوجية أو سبب منطقي يشرح مثل هذه السلوكيات و القابلية سلفا عند الحيونات

و الخلاصة :مفهوم "الشذوذ" الجنسي غير صحيح أو دقيق لا يمكن تطبيقه على مملكة الحيوانات بنفس المفهوم المتعارف عليه عند البشر أي كما نفهمه ..و إن ضُربت المصطلحات ببعضها في المقالات غير المتخصصة للأسف و التي لا تشير لتفاصيل من شأنها أن تعدل الأفهام و تصحح المعلومة بشكل سينزع من النفوس المريضة الرغبة في التأويل إما لوساخة ...أو جهل معيب أو ظلم... عند مملكة البشر العجيبة ، الكفر حقا علة في النفس يعمي الفطرة و الذوق قبل العقل ..خراب روحي !جسماني! عقلي! ..ليس كل هذا بغريب ثمناً للكفر بمن خلقك و شرعه ...ظلمات بعضها فوق بعض ..رحماك ربي .


كما أتمنى أن لا يخرج قليل مروءة آخر بمثال يستشهد فيه و يبرر للشذوذ بين البشر و الحيوانات بما حصل في جزيرة مريون 2005 عن تسجيل سلوك شاذ بين حيوانيين بعيدان فيلوجينيا بين بطريق و حيوان Antarctic fur seal كالفقمة " لا أعرف تسميته العربية " لأن المختصين في الإيثولوجيا للآن يتباحثون عن السبب المجهول ..