هنا
تنبيه حول مسألة (
هل
يستطيع الخالق أن يخلق إلهاً مثله )؟!
يظهر التنبيه في بيان أن الوجود وجودان وجود مادي ووجود ذهني ( يعني في الخيال )وهناك وجود يخرج عن هذين تماماً وهو الممتنع لذاته
كقولك ( هل يمكن أن تغتسل بالماء دون أن يغسلك الماء )فهذا ليس له وجود مادي أو ذهني لعسورة تصوره في الذهن لذا هو ليس شيئاً فليس في قوله تعالى (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير )وقولهم ( هل يقدر أن يخلق إلها مثله ) من هذا القبيل من قبيل الممتنع لذاته الذي يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى ولهذا لا يمكن أن توجد النتيجة
فالخالق لا يكون مخلوقاً
هذا بخلاف قولك ( هل يقدر الله أن يخلق فيلاً يطير ) فهذا ممكن ولا يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى
وفي أمر البعث بين رب العالمين إمكانه عن طريق ما يسمى بقياس الأولى وهو أن من خلق من العدم أهون عليه أن يعيد المخلوق إذا فني
والإمكان في القدرة أحسن ما يستدل عليه وجود نظير لهذا المذكور أو وجود ما هو دونه
وبين أنه بكل شيء عليم وعلم ما تنقص الأرض منهم
وبين ضرورة قيام الساعة من الناحية العقلية ليأخذ كل ظالم جزاءه ويفوز المجتهد بالثواب ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) وإلا فالله عز وجل قادر على المستحيلات وإنما يقال بأن القدرة لا تتعلق بالمستحيل لذاته
وإلا فالظلم من الله عز وجل مستحيل ولكنه مقدور له ولكنه استحالته خارجية والأشاعرة خلطوا فاعتبروه من المستحيلات التي لا تتعلق بها القدرة
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (18/144 ) :"وكذلك قوله تعالى {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } يبين أن هذا العقاب لم يكن ظلما لإستحقاقهم ذلك وأن الله لا يريد الظلم والأمر الذى لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته .وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله
وبذلك يصح قوله ( إنى حرمت الظلم على نفسى ) وأن التحريم هو المنع وهذا لا يجوز أن يكون فيما هو ممتنع لذاته فلا يصلح أن يقال حرمت على نفسى أو منعت نفسى من خلق مثلى أو جعل المخلوقات خالقة ونحو ذلك من المحالات .وأكثر ما يقال فى تأويل ذلك ما يكون معناه إنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى مما يتيقن المؤمن أنه ليس مراد الرب وأنه يجب تنزيه الله ورسوله عن إرادة مثل هذا المعنى الذى لا يليق الخطاب بمثله إذ هو مع كونه شبه التكرير وإيضاح الواضح ليس فيه مدح ولا ثناء ولا ما يستفيده المستمع فعلم أن الذى حرمه على نفسه هو أمر مقدور عليه لكنه لا يفعله لأنه حرمه على نفسه وهو سبحانه منزه عن فعله مقدس عنه "وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/221):" وقول صاحب تفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة: { لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير} (المائدة:120)قال: "خص العقل ذاته فليس عليها بقادر"، فهذا القول منكر، وذلك؛ لأن قوله: "خص العقل ذاته" نقول: أين العقل الذي خص ذاته بأنه ليس قادرا عليها، أليس الله يفعل ما يريد؟!والفاعل لما يريد يفعل بنفسه؛ فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء.نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛ لأن أصل القدرة لا تتعلق به.كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟
نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.والأول: واجب الوجود.والثاني: ممكن الوجود"قلت : وبقي أن نقول أن المستحيل الممتنع ليس بشيء فلا يورد على قوله تعالى :" وهو على كل شيء قدير "قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/129_130) :" وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه"
يظهر التنبيه في بيان أن الوجود وجودان وجود مادي ووجود ذهني ( يعني في الخيال )وهناك وجود يخرج عن هذين تماماً وهو الممتنع لذاته
كقولك ( هل يمكن أن تغتسل بالماء دون أن يغسلك الماء )فهذا ليس له وجود مادي أو ذهني لعسورة تصوره في الذهن لذا هو ليس شيئاً فليس في قوله تعالى (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير )وقولهم ( هل يقدر أن يخلق إلها مثله ) من هذا القبيل من قبيل الممتنع لذاته الذي يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى ولهذا لا يمكن أن توجد النتيجة
فالخالق لا يكون مخلوقاً
هذا بخلاف قولك ( هل يقدر الله أن يخلق فيلاً يطير ) فهذا ممكن ولا يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى
وفي أمر البعث بين رب العالمين إمكانه عن طريق ما يسمى بقياس الأولى وهو أن من خلق من العدم أهون عليه أن يعيد المخلوق إذا فني
والإمكان في القدرة أحسن ما يستدل عليه وجود نظير لهذا المذكور أو وجود ما هو دونه
وبين أنه بكل شيء عليم وعلم ما تنقص الأرض منهم
وبين ضرورة قيام الساعة من الناحية العقلية ليأخذ كل ظالم جزاءه ويفوز المجتهد بالثواب ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) وإلا فالله عز وجل قادر على المستحيلات وإنما يقال بأن القدرة لا تتعلق بالمستحيل لذاته
وإلا فالظلم من الله عز وجل مستحيل ولكنه مقدور له ولكنه استحالته خارجية والأشاعرة خلطوا فاعتبروه من المستحيلات التي لا تتعلق بها القدرة
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (18/144 ) :"وكذلك قوله تعالى {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } يبين أن هذا العقاب لم يكن ظلما لإستحقاقهم ذلك وأن الله لا يريد الظلم والأمر الذى لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته .وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله
وبذلك يصح قوله ( إنى حرمت الظلم على نفسى ) وأن التحريم هو المنع وهذا لا يجوز أن يكون فيما هو ممتنع لذاته فلا يصلح أن يقال حرمت على نفسى أو منعت نفسى من خلق مثلى أو جعل المخلوقات خالقة ونحو ذلك من المحالات .وأكثر ما يقال فى تأويل ذلك ما يكون معناه إنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى أخبرت عن نفسى بان ما لا يكون مقدورا لا يكون منى وهذا المعنى مما يتيقن المؤمن أنه ليس مراد الرب وأنه يجب تنزيه الله ورسوله عن إرادة مثل هذا المعنى الذى لا يليق الخطاب بمثله إذ هو مع كونه شبه التكرير وإيضاح الواضح ليس فيه مدح ولا ثناء ولا ما يستفيده المستمع فعلم أن الذى حرمه على نفسه هو أمر مقدور عليه لكنه لا يفعله لأنه حرمه على نفسه وهو سبحانه منزه عن فعله مقدس عنه "وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/221):" وقول صاحب تفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة: { لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير} (المائدة:120)قال: "خص العقل ذاته فليس عليها بقادر"، فهذا القول منكر، وذلك؛ لأن قوله: "خص العقل ذاته" نقول: أين العقل الذي خص ذاته بأنه ليس قادرا عليها، أليس الله يفعل ما يريد؟!والفاعل لما يريد يفعل بنفسه؛ فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء.نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛ لأن أصل القدرة لا تتعلق به.كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟
نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.والأول: واجب الوجود.والثاني: ممكن الوجود"قلت : وبقي أن نقول أن المستحيل الممتنع ليس بشيء فلا يورد على قوله تعالى :" وهو على كل شيء قدير "قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/129_130) :" وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه"