الاثنين، 19 يناير 2015

شبهة حرق عثمان رضي الله عنه للمصاحف المخالفة

لماذا حرق عثمان بن عفان المصاحف على عهده
 ***********
والجواب أن الأمة الاسلامية كانت على عهد عثمان كأى جيل من المسلمين ينقسمون إلى قسمين
قسم من الحفاظ للقرآن فى الصدور (عن ظهر غيب)
والقسم الثانى يحفظه فى السطور (أي يحتفظ بالمصحف فى بيته)
لكن على عهد عثمان كان اول جيل حامل للقرآن هناك مشاكل

1- كان بعضهم عنده المصحف وقد نسخت بعض الأيات تلاوةً
وهو لايدرى فلا زال يحتفظ بها فى مصحفه

2- كان بعضهم قد دون المصحف على يده بخطه هو وقد يأتى آخر لايستطيع قراءة خطه من أهل بيته أو أصحابه فيقرأ القرآن خطئا
3- كان بعضهم يظن ان (بسم الله الرحمن الرحيم) مرة واحدة أول القرآن كله فلا يكتبها فى مطلع كل سورة
4- كان بعضهم عنده بعض السور فقط ولم يتابع الجديد من الوحي وسافر بما معه فربما مات وظن ورثته بعد زمن ان هذا هو المصحف فقط
(وماهو الا بعض المصحف)

5- كان بعضهم يضع كلمات على هامش الصفحات كشرح لمعنى آية وهو يعلم أنها ليست من القرآن - ولكن ربما أمسك المصحف غيره فظن أن مافى الهامش كلمات من القرآن فحفظها او تلاها وماهى بقرآن
6- ولما دخلت فى الاسلام اقطار اخري لسانها وان كان عربي
لكنه يختلف بعض الشيء فى المنطوق و طريقة الكتابة
بدأت تظهر مثل هذه المشكلات بوضوح

وهناك مشاكل من هذا النوع كثيرة لكنها اقل
وكان عند أبى بكر وعمر وعثمان النسخة التى عرضت على النبي ووافقها وأقرها كل الحفاظ بعد موته عليه الصلاة والسلام
فاخرج عثمان هذه النسخة على الناس وأمر بمرسوم ملكي ان تكون هى فقط السائدة بين الناس أيضا برسم متفق عليه
وحرق أى مصحف غيرها حتى دون النظر فيه ومراجعته
وظلت الأمة كلها على هذه النسخة المعتمدة من رسول الله ثم من أبى بكر ثم من عمر ثم من عثمان واجماع كل القراء والحفاظ فى هذا القرن الأطهر فى هذه الأمة
وقضى بذلك عثمان على أى خطأ يمكن أن يطرأ على كتاب الله
فغارت المسيحية لأنهم لايوجد عندهم نسختين متطابقتين أبدا حتى فى المذهب الواحد منهم
فأخذوا يروجون للشبهة بشكل يوهم التحريف
ولكن هيهات .هيهات
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر


إضافة
و الأهم من هذا كله أن أصحاب المصاحف مثل أبى ابن كعب و عبد الله بن مسعود و على بن أبى طالب لم يعترض منهم أحد و أجمعوا على صحة ما فعله عثمان و تمت عملية الإحراق أمام الكبراء من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم حتى لما حثت الفتنة و قال بعض الروافض : أنه حرق المصاحف قال لهم على بن أبى طالب : اتقوا الله أيها الناس و الله ما فعل عثمان ذلك إلا بمشورتنا و حضورنا و موافقتنا جميعا لم يشذ منا أحد .
أما عن كيفية جمع القرآن فى عهد عثمان بن عفان – رضى الله عنه – فقد كان من المهرة بالقرآن كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة .
و قد فزع حذيفة بن اليمان رضى الله عنه عندما رأى اختلاف الناس و تعصبهم لبعض القراءات إلى حد الافتخار بقراءة على أخرى و نظرا لفتوح البلاد الأعجمية بدأت تظهر قراءات كثيرة مليئة بالأخطاء لدخول ألسنة غير عربية على قراءة القرآن فظهر الكثير من اللحن فى قراءته فتوجه إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان أن يدر الأمة قبل أن تضيع لغة القرآن بين الناس و تحدث فرقة كفرقة أهل الكتاب على كتابهم فتم اختيار نخبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لجمع القرآن فى مصحف واحد يجتمع عليه الناس و يحمل فى نفس الوقت صلاحية الأحرف السبعة غير القراءات السبعة و كانت النخبة التى كونها ثمان من الحفظة المهرة الذين حضروا العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و تلوها عليه و أقرهم عليها و من هؤلاء الحفظة زيد بن ثابت و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضى الله عنهم أجمعين و قد كان هؤلاء من كتبة الوحى و كانوا حافظين للقرآن بالسماع المباشر من الرسول صلى الله عليه وسلم .